“العش.. “قصة الشغف والنجاح

على مدار تاريخها العريق والمشرف أخرجت كلية الإعلام جامعة الأزهر ومازالت تخرج لنا العديد من النماذج المشرفة التي حملت لواء كلية الإعلام في العديد من منصات التشريف والتكريم، وساهمت في وضع اسم الكلية على أعالي القمم وقدمت العديد من الإبداعات الإعلامية والفنية وأخرجت لنا الكوادر الإعلامية المؤهلة والناجحة التي وضعت بصمتها في العديد من المؤسسات الصحفية والإعلامية وكان لها أثر كبير داخل الكلية وخارجها ومن تلك النماذج المشرفة، ومن الفرسان الذين حملوا أقلامهم ومعداتهم لكي يكونوا في خدمة بلاد صاحبة الجلالة هو الكاتب الصحفي “أحمد العش”.

(عملاق إعلام) هكذا يلقبونه داخل كلية الإعلام بجامعة الأزهر الشريف، اسمه “أحمد شحاته فوزي العش” وشهرته “أحمد العش” هذا الاسم الذي سطع طوال السنوات السابقة داخل الكلية، وهو أشهر من النار على العلم داخل أروقة الجامعة، ولد بقرية تابعة لمركز مطوبس التابع لمحافظة كفر الشيخ.

التحق بكلية الإعلام بالعام الدراسي “2018” وكانت بداياته مبشرة جدًا في الكلية حيث كان مقدامًا على تعلم الفنون الصحفية المختلفة وتنظيم المؤتمرات والفعاليات وعلى حد تعبيره فإنه ينسب ذلك الفضل إلى أستاذه ومُلهمه الأول الأستاذ الدكتور “رمضان إبراهيم” رئيس قسم العلاقات العامة الأسبق بكلية الإعلام جامعة الأزهر الشريف، فقام “أحمد” بالعديد من المقابلات والحوارات وكتب العديد من الأخبار والتقارير والمقالات المختلفة فكان قلمه مؤثرًا جدًا وذا طابع مختلف أثار إعجاب أساتذته وزملائه في الكلية متمسكًا بشغفه وحلمه منذ الأيام الأولى له في الكلية، فكان كالشعلة التي ظلت مشتعلة داخل الكلية وخارجها يضفي بنوره على جميع زملائه دون خفوت أو انطفاء، مساعدًا ومحفزًا لكل من أراد المساعدة.

تقدم “أحمد العش” في اختبارات التشعيب الخاصة بقسم الصحافة والنشر داخل الكلية وسرعان ما التحق به، ورغم أنه كان صاحب كفاءة عالية في الفنون الصحفية، لكن لم يمنعه هذا من استخدام مهاراته الأخرى حيث عمل بالتعليق الصوتي والمونتاج والتصميم وكتابة المحتوى وفي مجال العلاقات العامة والتدريب بدون أي مساعدة أو الاعتماد على أي كورس خارجي بل اكتسب تلك المهارات بنفسه، وباجتهاده الشخصي استطاع أن يكون معلقًا صوتيًا محترفًا ودرب أكثر من 500 طالب في هذا المجال، كما عمل معلقًا صوتيًا بجريدة الدولة الآن ومسؤولًا عن التقييم والمتابعة بـ راديو كاسيت وصولًا إلى أن يكون مدربًا للتعليق الصوتي لدى العديد من المؤسسات.

عمل بالعديد من المؤسسات الصحفية في بداية رحلته في الصحافة منذ “2019”، حيث كان يعمل ككاتب صحفي بجريدة الدولة الآن وحصل فيها على دبلومة الصحافة والنشر بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وتدرج في المناصب بها حتى كان مسؤول قسم التقارير والتحقيقات ومسؤول قسم التدريب داخل نفس الجريدة.

عمل أيضًا كصحفي لدى العديد من المؤسسات الصحفية المختلفة مثل (جريدة الأسبوع) و (خمسينة اقتصاد) و (جريدة سيادة المواطن)، وتولى رئاسة تحرير مجلة (سبيسكوب)، مما يدل على مهاراته العالية في المجال الصحفي بشكل عام؛ بالاضافة إلى أنه كان صحفيًا في مجلة (منارة الأزهر) التي تعد أشهر مجلة صحفية تنبع من قلب جامعة الأزهر.

شارك العش بالعديد من الأعمال التطوعية مثل المشاركة في تنظيم الملتقى الرابع لخبراء العلاقات العامة بالإسكندرية، وتنظيم المؤتمر الدولي الثاني والثالث والرابع لكلية الإعلام جامعة الأزهر، تنظيم الملتقى الأول للإعلاميين الأزاهرة، وقام أيضًا بتنظيم العديد من الندوات واللقاءات داخل جامعة الأزهر وخارجها، بالإضافة إلى أنه كان المؤسس والرئيس لاتحاد شباب الإعلاميين الأزاهرة، وسفيرًا للمناخ في مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخي، وقام بتمثيل جامعة الأزهر وكلية الإعلام فى الوفد المشارك فى الملتقى الطلابي الأول للتبادل الطالبي الذى نظمته جامعة السادات الذي حصل على الدرع الذهبي للجامعة.

إضافه إلى المشاركة فى تنظيم الملتقى الدولي السادس للإعلاميين الأفارقة المنعقد بجامعة الأزهر الشريف، والمشاركة فى تنظيم الملتقى الدولى السابع للإعلاميين الأفارقة المنعقد بجامعة الدول العربية، وشارك أيضا فى تنظيم المارثون الرياضى الأول المقام بجامعة الأزهر، والعديد والعديد من الأعمال التطوعية التي لم يبخل “العش” بمجهوده للقيام بها في سبيل رفع شأن كلية الإعلام جامعة الأزهر وجعل صورتها مشرفة أمام باقي الجامعات والكليات المختلفة.

وعلى الصعيد الأدبي والثقافي حصل “العش” على المركز الأول على مستوى الجمهورية وجامعة الازهر وكلية الإعلام في مجال الشعر العامي، بالإضافة إلى حصوله على المركز الأول على مستوى كلية الإعلام جامعة الأزهر في مجالي فن كتابة المقال الصحفي والقصة الخبرية.

شارك مع زملائه في قسم الصحافة والنشر بإعداد مجلة ( فرناس ) وهي أول مجلة علمية بأقلام شبابية متخصصة في نشر علوم وتكنولوجيا الفضاء في مصر، وذلك من خلال موضوعات صحفية متميزة تسهل على القارئ ثقل وصعوبة المادة العلمية الجامدة، وهي عبارة عن مشروع تخرج ضمن مشروعات التخرج الخاصة بقسم الصحافة والنشر بكلية الإعلام جامعة الأزهر الشريف.

وكان العش رئيس تحرير تلك المجلة، ومن الملفت للنظر والذي لا يعلمه أحد أنه استغرق إعداد المادة التحريرية وصياغتها وإخراج مجلة فرناس من العش وزملائه ثلاثة أيام فقط!؟، حيث تمت كتابتها وتصميمها وإخراجها بشكلها النهائي في اليوم الثالث.

شغل “العش” عدة مناصب في مجالات مختلفة أيضًا غير مجال الصحافة حيث أنه تولى منصب المدير التنفيذي ومسؤول كتابة المحتوى والتعليق الصوتي ومسؤول اللجنة الإعلامية لوكالة Brothers للعلاقات العامة والتسويق الإعلامي، بالإضافة إلى منصب المتحدث الرسمي ومسؤول اللجنة الإعلامية لدى الجمعية المصرية للمعلمين ورعاية الموهوبين، ومسؤول وحدة الإعلام الجيوفضائي بنادي الطيران وعلوم الفضاء التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة ومقره الرئيسي مدينة المنصورة، ومسؤول الإعلام لدى مركز الأزهر العالمي الفلك الشرعي وعلوم الفضاء، وعضوا لهيئة تدريب بنادي الطيران وعلوم الفضاء، وعضوًا لمركز الطيران المصري وعلوم الفضاء.

تخرج “أحمد العش” في كلية الإعلام جامعة الأزهر الشريف، وحصل على درجة البكالوريوس من قسم الصحافة والنشر بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وذلك عام 2022 وبذلك انتهت رحلة الدراسة لدى “العش”؛ داخل كلية الإعلام جامعة الأزهر تاركًا خلفه كل الشكر والتقدير والاحترام لجميع زملائه وأساتذته داخل الكلية.

لكنه سرعان ما عاود إلى الدراسة والبحث حيث يدرس الآن بكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الشريف، ولكن هذه ليست النهاية بل بداية الرحلة لدى شاب خرج من الأرياف البسيطة لكي يذيع صيطه في بلاط صاحبة الجلالة، ويكون أحد فرسانها النبلاء ويوجه صواريخ الأمل إلى الفضاء لكي يعيد الشغف والحماس والروح لمن فقدها بمقولته الشهيرة: (أستطيع أن أكون أمة ولو كنت وحدي).

وينصح “العش” طلاب كلية الإعلام بجامعة الأزهر وزملائه في الكلية بوجه خاص ويقدم النصيحة للجميع بوجه عام، أن يتمسكوا باليقين والعمل والاجتهاد من أول يوم يدخلون فيه بوابة الكلية، والحث على مساعدة الزملاء وحب الخير للغير مستدلًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *